ما بين نبض الإنسان وخوارزمية الآلة… يولد مدير المنتجات الجديد
في عالمٍ تتقاطع فيه خيوط المنطق البشري مع خوارزميات الآلة، تتشكل ملامح جيل جديد من القادة. هنا، يبدأ دور مدير المنتجات في التحوّل… من مُنفّذ للمهام إلى صانع للرؤية


في زمن تتسارع فيه الخوارزميات أكثر مما تنبض قلوبنا، تتغير طريقة بناء المنتجات كما لو أننا نعيد كتابة قواعد اللعبة كل يوم.
في عالمٍ تتقاطع فيه خيوط المنطق البشري مع خوارزميات الآلة، تتشكل ملامح جيل جديد من القادة.
هنا، يبدأ دور مدير المنتجات في التحوّل… من مُنفّذ للمهام إلى صانع للرؤية.
علاقة قديمة ... و شغف لم يخمد ...
قصتي مع الذكاء الاصطناعي ليست وليدة اللحظة. ففي 2011، حاولت بناء أداة تتنبأ بأسعار العقارات كمشروع لدورة "تعليم الآلة" من جامعة ستانفورد.
لم أطلق المشروع، لكن ما تركه في داخلي كان أكبر من أي كود برمجي كتبته… ترك يقينًا أن هذه التقنية ستغير الطريقة التي نفكر ونعمل بها.
أدوات الذكاء الاصطناعيّ تشبه كثيراً ظهور اجهزة الكمبيوتر الشخصي: مضاعِف للإنتاجية والإبداع. و أتذكر وصف في احد مقابلات ستيف جوبز للكمبيوتر الشخصي بان “وظيفة الحاسوب كانت دراجة للعقل" و اعتقد ان الذكاء الاصطناعي يأخذها إلى مستوى أعلى.
ما هو وكيل الذكاء الاصطناعي؟
الوكيل هو من تفوضه ليعمل عنك… لكن الذكاء الاصطناعي يفعل أكثر من ذلك:
هو من يتعلم، يحفظ طباعك، ويعيد تشكيل نفسه ليلائمك.
🧹 المكنسة الذكية التي تحفظ خريطة منزلك.
🐾 المغذي الذكي الذي يطعم قطتك حين تنشغل.
🛏️ المرتبة الذكية التي تعرف متى توقظك، ليس لأنها مبرمجة، بل لأنها تفهم نمط نومك.
ما مدى جاهزية أدوات الذكاء الاصطناعي؟
الإجابة: يعتمد على المجال.
في البيئات ذات القواعد الواضحة والمخرجات القابلة للقياس (كالبرمجة) — نعم، و سنرى العديد من التحسينات على هذه المجالات.
في المساحات الرمادية ذات الطابع الإنساني (الفلسفة، القرارات الإدارية، القانون) — ما زال أمامها طريق طويل.
وربما السبب بسيط ومعقد في آن واحد: نحن لم نفهم بعد كيف تعمل أدمغتنا بالكامل، فكيف سنبرمج آلة تحاكي ما لا نفهمه؟
مدير المنتجات … في عصر الذكاء الاصطناعي
هناك مهام يبرع فيها الذكاء الاصطناعي — كتابة الوثائق، ترتيب التفاصيل، بناء الجداول — مهام تحرر وقت مدير المنتج لينغمس في جوهر عمله:
البحث عن الفرص وتحليلها.
تحسين التجربة وقابلية الاستخدام.
ضمان قابلية البناء والصيانة.
تحقيق النمو المستدام.
الإنسان والآلة… شراكة لا منافسة
قد تُستبدل إدارة المشاريع، لكن إدارة المنتجات تبقى فنًا إنسانيًا.
فن البحث عن الشيء الذي لم يُطلب بعد… تمامًا كما لم يطلب أحد السيارة، لكنهم ما كانوا ليعودوا إلى الخيول بعدها.
ولهذا، على مدير المنتجات أن يعرف متى يستخدم الذكاء الاصطناعي، وكيف يوجّهه، وأن يتقن استخدامه في طرح الأسئلة التي تساعد على فتح الابواب المغلقة.
الحماس… شرارة البداية
نلوم الحماس أحيانًا، لكن الحقيقة أن الفضول كان الشرارة التي أطلقت أعظم الاختراعات.
الذكاء الاصطناعي ليس استثناء… لكنه يحتاج منّا إلى بوصلة، لا إلى انبهار أعمى.
من أين تبدأ؟
ابحث عن الفرصة. حالة استخدام كزيادة للانتاجية او حل لمشكلة أو تحدي قائم.
اختر التقنية أو الأداة المناسبة.
ابنِ أو تبنَّ ما يحقق الرؤية.
عين قائد التحول وشكّل الفريق.
اجمع البيانات والموارد التي ستخدمها في تدريب أو تخصيص customize الأداة.
مصادر على الطريق 📚
Designing Agentive Technology — عن بناء أدوات تعمل مع الإنسان لا بدلاً منه.
AI 2041 — قصص عن مستقبل نكاد نلمسه.
دورة Designing AI Strategy – IDEO — للبُعد الاستراتيجي.
منصات سعودية: مهارات، سدايا، سطر.
ومضة أخيرة ✨
ربما سيأتي يومٌ لا نستطيع فيه التمييز بين الفكرة التي وُلدت في أذهاننا، وتلك التي ساعدنا بها الذكاء الاصطناعي.
لكن حتى ذلك الحين… يظل الفرق في النية.
فالآلة قد تتقن الفعل، لكنها قد لا تعرف لماذا تفعله.
أما نحن… فنصنع المعنى قبل أن نصنع المنتج.

مدونة شخصية يكتبها زهير، في مساحات تمتد بين التقنية والذات، وبين الألعاب والحياة. هنا يتقاطع المنطق بالحلم، والفكرة بالتجربة، والنص اليومي بالتأمل العميق. "زهير يكتب" ليست فقط ما كُتب، بل كيف تُرى الحياة بعيون مفعمة بالفضول.