كن مع الحالمين
في لحظة ما من حياتنا، نكفّ عن الحلم. ربما لأننا تعبنا من المحاولة، أو لأن العالم أقنعنا بأن الواقع أقوى من الخيال. لكن أحيانًا، يكفي أن تلتقي بأحد الحالمين… حتى تتذكر أنك كنت يومًا مثلهم.


الحالمون يملكون طاقة غريبة؛ طاقة بإمكانها أن تنتقل إليك.
تمنحك القدرة على الاستماع لمشاعرك، على رؤية الأشياء من زاوية مختلفة، على أن تحلم من جديد.
في فترة من حياتي، فقدت إيماني بامكانية تحقيق أحلامي.
لكن مع الوقت، بدأت ألتقي بحالمين أعادوا إليّ هذا الإيمان... وأعادوا إليّ جزء لا يتجزء مني.
وأبهرتني الوالدة، التي تصرّ على تأسيس شركتها من المنزل وهي ما تزال ملتزمة بكل مهامها الكثيرة من حفظ و تحفيظ لكتاب الله وأعمال المنزل اللي بصراحة ما تخلص، دون أن تنتظر اللحظة "المثالية".
قابلت فادي يحيى، الذي يحلم بنشر الهوايات من خلال شركته "سبليفت".
سمعت من صفوان، كيف يمارس رياضة القفز من الجبال بالحبل؛ ليس بحثًا عن الخطر، بل تمرينًا على هزيمة الخوف.
وكنت أتابع من بعيد الحالمين، الذين وصفوا بالجنون ... و لكنهم أثبتوا أن الجنون أحيانًا هو الطريق الوحيد لتحقيق المستحيل.
صواريخ يعاد استعمالها، سيارات كهربائية ذاتية القيادة، شبكات مواصلات تحفر تحت المدن، وشريحة في الدماغ تَعِد بتغيير طريقة تواصلنا وعلاجنا للأمراض: كل هذا وأكثر وقد أصبح بعضه واقعاً و الاخر في الطريق للحدوث!
ومع السنوات، صارت الأحلام أكبر.
شاهدت الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في لعبة قو في الوثائقي الرائع Alpha go وشاهدته يتحوّل من أدوات بسيطة إلى شريك حقيقي في الإبداع.
نماذج لغوية تفهم وتكتب وتفكر، أدوات تصمّم وتبرمج، مساعدين رقميين يتحاورون، يعلمون، يعالجون.
رأيت فنانين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لرسم لوحات، وكتاب يشاركونه في كتابة الروايات، وأطباء يعتمدون عليه لتشخيص الأمراض بدقة فائقة.
صرت أشاهد الحلم القديم: "مستقبل من التعاون بين الإنسان والآلة"… يتحقق أمام عيني، خطوة بخطوة. فلم يعد ما كنت أشاهده وأحلم به طفلاً أثناء مشاهدتي ل (سانشيرو) حلماً بعيد المنال البتة بل واقع نقترب منه أكثر و أكثر كل يوم.
مع الوقت، شاهدت المستحيلات تتحقق. شاهدت مملكتي الحبيبة تحقق وتصنع وتقود في مجالات عدة بفضل جهود القيادة الرشيدة ورؤية 2030 بعد توفيق المولى سبحانه.
وأنا؟ تذكّرت شيئًا كنت قد نسيته…
شعور أن أمتلك حلمًا مستحيلاً ألاحقه بشغف.
أن أستمع لصوتي الداخلي بلا خوف.
أن أحب بكامل حواسي.
أن أحاول. أن أفشل. أن أنهض. وأحاول من جديد.
فشكرًا لكل الحالمين الذين مرّوا في طريقي، في أي عام كانوا. و شكراً لقائد الرؤية سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الذي اوقد فينا الطموح و الحلم ثانيةً.
وشكرًا لكل الحالمين من حولي اليوم… لأنكم تذكّرونني دائمًا أن الحلم لا يموت، بل ينام في انتظار من يوقظه.
و اليوم اقول لكم: كن مع الحالمين.
فهم لا يملكون فقط أحلامًا… بل يوقظون الأحلام التي غفت داخلك. 🌙

مدونة شخصية يكتبها زهير، في مساحات تمتد بين التقنية والذات، وبين الألعاب والحياة. هنا يتقاطع المنطق بالحلم، والفكرة بالتجربة، والنص اليومي بالتأمل العميق. "زهير يكتب" ليست فقط ما كُتب، بل كيف تُرى الحياة بعيون مفعمة بالفضول.